عورة المرأة داخل بيتها , وما يجب عليها من الستر وما يباح كشفه عند المحارم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادى له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .. أما بعد
من المعلوم لدى كثير من المسلمين أن جسم المرأة كله عورة , ما عدا الوجه والكفين ففيهما خلاف مشهور بين اهل العلم .
لكن الذي قد لا يعلمه الكثيرون أن مسمى " العورة" هذا ينقسم إلى قسمين , لكل قسم منهما حَدُّه ( أي تعريفه ) ولكل منهما حكمه الخاص به .
فقد قسم أهل العلم عورة المرأة إلى :
أولا : عورة مغلظة :
تعريفها ( حدها ) : اختلف العلماء في تحديد مقدار العورة المغلظة ,, فقال بعض اهل العلم حدها من الركبة الى السرة , وهو قول الجمهور , وقال البعض الاخر حدها من الركبة إلى أعلى الصدر , والقول الثاني قوي , لأنه حتى أصحاب القول الأول قال كثير منهم أن هذه المنطقة التي تشمل البطن والصدر وأعلى الظهر لا ينبغي كشفها أمام غير الزوج إلا لضرورة فكأنها تأخذ حكم العورة المغلظة أيضا .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة بالإجماع ستر العورة المغلظة عن كل إنسان , سواء كان رجلا أو امرأة , من محارمها أو من غير محارمها , إلا عن إنسان واحد أحلها الله له وأحله لها وربط يينهما بميثاق غليظ , ألا وهو زوجها .
ثانيا : عورة مخففة :
تعريفها : هي جميع جسد المرأة فيما عدا العورة المغلظة , والوجه والكفين الذي فيهما خلاف .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة تغطية العورة المخففة وسترها عن الرجال الأجانب , ويجوز كشفها أمام النساء والمحارم كالأب والأخ والأولاد ونحوهم .
مما سبق من البيان يُعلم أن كل ما يجسد العورة المغلظة أو يكشفها أو يشف عنها لا يجوز للمرأة المسلمة لبسه ولو في بيتها أمام محارمها كالأب والأخ والابن أو حتى أمام النساء , ولا يشك مسلم عاقل منصف أن البنطلون مما يجسم هذه العورة ويبين حدودها , لذلك أجمع جميع من نعرف من أهل العلم المعتبرين على حرمة لبس البنطلون حتى في البيت أمام المحارم والنساء إلا أن يكون فوقه جلباب ساتر واسع لا يشف ويغطي إلى ما تحت العورة المغلظة ( أي الى ما تحت الركبة).
من آثار مخالفة شرع الله عز وجل وأمره في هذه المسألة :
ما من أمر من أوامر الله عزوجل تتم مخالفته إلا ولابد أن تظهر آثار تلك المعصية على الفرد والمجتمع , ويعاني منها الإنسان .
ومخالفة أمر الله عز وجل في هذه المسألة , واستهانة كثير من النساء بهذا الأمر الرباني النبوي - هذه الاستهانة والمخالفة التي لم تظهر إلا في هذا العصر - أدت إلى ظهور أنواع جديدة من الفساد في المجتمع قلَّما سمعنا عنها فيما مضى .
فاليوم صرنا نسمع- والعياذ بالله - عن زنا المحارم , وعن الأخ – واحيانا الاب - الذي يغتصب أخته أو بنته , ونحو ذلك .
وأقل شيء أن تثير هذه المرأة غريزة أخيها أو محرمها – إن لم يكن تجاهها - فتجاه النساء الأخريات فتكون قد فتنته وساعدت في إفساد المجتمع .
وتهاونُ النساءِ بهذا الأمر بين بعضهن البعض أدى إلى انتشار الزنا المثلي أو ما يسمى بالسحاق والعياذ بالله , واقل شيء أن تنظر المرأة لعورة أختها مما هو حرام اتفاقا لنص حديث النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) .
وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
الواجب على المرأة المسلمة في بيتها :
فالواجب على المرأة المسلمة في بيتها أن تتقي الله عزوجل وتطيعه , فلا تلبس البنطلون , ولا أي ثوب يكشف او يجسم عورتها المغلظة . بل ترتدي من الثياب ما يستر جسدها دون تكلف ولا إفراط ولا تفريط , فترتدي قميصا ( أي : جلبابا ) واسعا سميكا لا يشف عن لون جسدها ولا يجسمه , يصل إلى الركبتين على الاقل او تحتهما.
ولا بأس بظهور الشعر والوجه والرقبة واليدين إلى المرفقين والقدمين إلى الكعبين او فوقهما بقليل , أما ما زاد على ذلك من العورة المخففة فلا يحسن بالمرأة المسلمة أن تكشفه أو تجسمه . فإذا وصل الأمر إلى تجسيم العورة المغلظة – وهي ما بين الركبة والسرة او ما بين الركبة واعلى الصدر كما بينا سابقا – كما يحدث عند لبس البنطلون أو "الشورت" او غيره من الألبسة الكاشفة فذلك هو الحرام بعينه والعياذ بالله .
الفتاوى :
السؤال : هل يجوز ارتداء القميص والبنطلون للبنات؟
المفتى : فضيلة الشيخ / أبي اسحاق الحويني
الجواب : إذا قصدتَ خارج بيتها فلا يجوز طبعاً... أما إذا كان داخل البيت فإن كان لزوجها ولا يوجد أبناء مميزون بالغون فلا بأس. أما إن وجد أبناء أو اخوة مميزون بالغون فلا يجوز ارتداء أي شيء يجسد العورة أو يبرزها والله تعالى أعلم.
المصدر : موقع طريق الاسلام
------------ --------- --------- --------- --------- ---------
سؤال:
ما رأيكم فيما يفعله كثير من النساء اليوم ، حيث يلبسن ثياباً قصيرة جداً إذا كانت مع النساء وليسمعهن رجال ، وبعض هذه الثياب تكشف جزءاً كبيراً من الظهر والبطن ، أو تلبس هذهالثياب القصيرة (كالشورت) أمام أولادها في البيت .
الجواب:
المفتى : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الحمد لله
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بياناً في هذا الشأن وهذا نصه :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلىآله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد كان نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهروالعفاف والحياء والحشمة ببركة الإيمان بالله ورسوله ، واتباع القرآن والسنة ،وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة ، ولا يعرف عنهن التكشف ، والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن ، وعلى هذه السنة القويمة جرى عمل نساء الأمة - ولله الحمد - قرناً بعد قرن إلى عهد قريب ، فدخل في كثير من النساء ما دخل من فسادفي اللباس والأخلاق لأسباب عديدة ، ليس هذا موضع بسطها .
ونظراً لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية والإفتاء عن نظر المرأة إلى المرأة ، وما يلزمها من اللباس ، فإن اللجنةتبين لعموم نساء المسلمين أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء ، الذي جعله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الإيمان وشُعبة من شُعبه ، ومن الحياءالمأمور به شرعاً وعرفاً : تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عنمواقع الفتنة ومواضع الريبة .
وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها ، مما جرت العادة بكشفه في البيت ، وحال المهنة (يعني الخدمة في البيت)،كما قال تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْآبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيأَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ) النور/31 .
وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة ، فإنه هوالذي جرى عليه عمل نساء الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونساء الصحابة ،ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا ، وما جرت العادة بكشفه للمذكورينفي الآية هو ما يظهر من المرأة غالباً في البيت ، وحال المهنة ، ويشق عليها التحرزمنه ، كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين، وأما التوسع في التكشف فعلاوةعلى أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة – هو أيضاً طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها ، وهذا موجود بينهن ، وفيه أيضاً قدوة سيئة لغيرهن من النساء ، كما أن في ذلك تشبهاً بالكافرات والبغايا والماجنات في لباسهن ، وقد ثبتعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود، وفي صحيح مسلم (2077) عن عبد الله بن عمرو أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عليه ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِفَلا تَلْبَسْها.)
وفي صحيح مسلم أيضاً (2128) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ قال : ( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّرِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) ومعنى : ( كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ) هو أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية ، وهي في الحقيقة عارية ،مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها ، أو الثوب الذي يبدي تقاطيع جسمها أوالثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها .
فالمتعين على نساء المسلمين : التزام الهدي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة ،والحرص على التستر والاحتشام ، فذلك أبعد عن أسباب الفتنة ، وصيانة للنفس عما تثيرهمن دواعي الهوى الموقع في الفواحش .
كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسولهمن الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات ، طاعةً لله ورسوله ، ورجاءً لثوابالله ، وخوفاً من عقابه .
كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء فلايتركهن يلبسن ما حرم الله ورسوله من الألبسة الخالعة ، والكاشفة والفاتنة ، وليعلمأنه راعٍ ومسئول عن رعيته يوم القيامة .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل، إنه سميع قريب مجيب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اهـ . فتاوى اللجنة الدائمة (17/290 .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة أيضاً (17/297:
والذي يجوز كشفه للأولاد هو ما جرت العادة بكشفه ، كالوجهوالكفين والذراعين والقدمين ونحو ذلك اهـ .
والله تعالى أعلم .
المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب
------------ --------- --------- --------- --------- --
سؤال:
ما حكم لبس النساء للملابس الضيقة عند النساء وعند المحارم ؟.
المفتى : فضيلة الشيخ : محمد ابن عثيمين رحمه الله تبارك وتعالى .
الجواب:
الحمد لله
لبس الملابس الضيّقة التي تبيّن مفاتن المرأة وتبرز ما فيه الفتنةمحرم ، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد . رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – يعني ظلماً وعدواناً – ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ) فقد فُسِّر قوله : " كاسيات عاريات " بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة ، و فُسِّر بأنهن يلبسن ألبسة تكون خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة ، و فُسِّر بأن يلبس ملابس ضيقة فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة .
وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة لقول الله تعالى : ( إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) ، وقالت عائشة : ( كنت أغتسل أنا والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ - تعني من الجنابة - من إناء واحد تختلف أيدينا فيه ) فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما ، وأما بين المرأة والمحارم فإنه يجب عليها أن تستر عورتها ، والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادى له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .. أما بعد
من المعلوم لدى كثير من المسلمين أن جسم المرأة كله عورة , ما عدا الوجه والكفين ففيهما خلاف مشهور بين اهل العلم .
لكن الذي قد لا يعلمه الكثيرون أن مسمى " العورة" هذا ينقسم إلى قسمين , لكل قسم منهما حَدُّه ( أي تعريفه ) ولكل منهما حكمه الخاص به .
فقد قسم أهل العلم عورة المرأة إلى :
أولا : عورة مغلظة :
تعريفها ( حدها ) : اختلف العلماء في تحديد مقدار العورة المغلظة ,, فقال بعض اهل العلم حدها من الركبة الى السرة , وهو قول الجمهور , وقال البعض الاخر حدها من الركبة إلى أعلى الصدر , والقول الثاني قوي , لأنه حتى أصحاب القول الأول قال كثير منهم أن هذه المنطقة التي تشمل البطن والصدر وأعلى الظهر لا ينبغي كشفها أمام غير الزوج إلا لضرورة فكأنها تأخذ حكم العورة المغلظة أيضا .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة بالإجماع ستر العورة المغلظة عن كل إنسان , سواء كان رجلا أو امرأة , من محارمها أو من غير محارمها , إلا عن إنسان واحد أحلها الله له وأحله لها وربط يينهما بميثاق غليظ , ألا وهو زوجها .
ثانيا : عورة مخففة :
تعريفها : هي جميع جسد المرأة فيما عدا العورة المغلظة , والوجه والكفين الذي فيهما خلاف .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة تغطية العورة المخففة وسترها عن الرجال الأجانب , ويجوز كشفها أمام النساء والمحارم كالأب والأخ والأولاد ونحوهم .
مما سبق من البيان يُعلم أن كل ما يجسد العورة المغلظة أو يكشفها أو يشف عنها لا يجوز للمرأة المسلمة لبسه ولو في بيتها أمام محارمها كالأب والأخ والابن أو حتى أمام النساء , ولا يشك مسلم عاقل منصف أن البنطلون مما يجسم هذه العورة ويبين حدودها , لذلك أجمع جميع من نعرف من أهل العلم المعتبرين على حرمة لبس البنطلون حتى في البيت أمام المحارم والنساء إلا أن يكون فوقه جلباب ساتر واسع لا يشف ويغطي إلى ما تحت العورة المغلظة ( أي الى ما تحت الركبة).
من آثار مخالفة شرع الله عز وجل وأمره في هذه المسألة :
ما من أمر من أوامر الله عزوجل تتم مخالفته إلا ولابد أن تظهر آثار تلك المعصية على الفرد والمجتمع , ويعاني منها الإنسان .
ومخالفة أمر الله عز وجل في هذه المسألة , واستهانة كثير من النساء بهذا الأمر الرباني النبوي - هذه الاستهانة والمخالفة التي لم تظهر إلا في هذا العصر - أدت إلى ظهور أنواع جديدة من الفساد في المجتمع قلَّما سمعنا عنها فيما مضى .
فاليوم صرنا نسمع- والعياذ بالله - عن زنا المحارم , وعن الأخ – واحيانا الاب - الذي يغتصب أخته أو بنته , ونحو ذلك .
وأقل شيء أن تثير هذه المرأة غريزة أخيها أو محرمها – إن لم يكن تجاهها - فتجاه النساء الأخريات فتكون قد فتنته وساعدت في إفساد المجتمع .
وتهاونُ النساءِ بهذا الأمر بين بعضهن البعض أدى إلى انتشار الزنا المثلي أو ما يسمى بالسحاق والعياذ بالله , واقل شيء أن تنظر المرأة لعورة أختها مما هو حرام اتفاقا لنص حديث النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) .
وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
الواجب على المرأة المسلمة في بيتها :
فالواجب على المرأة المسلمة في بيتها أن تتقي الله عزوجل وتطيعه , فلا تلبس البنطلون , ولا أي ثوب يكشف او يجسم عورتها المغلظة . بل ترتدي من الثياب ما يستر جسدها دون تكلف ولا إفراط ولا تفريط , فترتدي قميصا ( أي : جلبابا ) واسعا سميكا لا يشف عن لون جسدها ولا يجسمه , يصل إلى الركبتين على الاقل او تحتهما.
ولا بأس بظهور الشعر والوجه والرقبة واليدين إلى المرفقين والقدمين إلى الكعبين او فوقهما بقليل , أما ما زاد على ذلك من العورة المخففة فلا يحسن بالمرأة المسلمة أن تكشفه أو تجسمه . فإذا وصل الأمر إلى تجسيم العورة المغلظة – وهي ما بين الركبة والسرة او ما بين الركبة واعلى الصدر كما بينا سابقا – كما يحدث عند لبس البنطلون أو "الشورت" او غيره من الألبسة الكاشفة فذلك هو الحرام بعينه والعياذ بالله .
الفتاوى :
السؤال : هل يجوز ارتداء القميص والبنطلون للبنات؟
المفتى : فضيلة الشيخ / أبي اسحاق الحويني
الجواب : إذا قصدتَ خارج بيتها فلا يجوز طبعاً... أما إذا كان داخل البيت فإن كان لزوجها ولا يوجد أبناء مميزون بالغون فلا بأس. أما إن وجد أبناء أو اخوة مميزون بالغون فلا يجوز ارتداء أي شيء يجسد العورة أو يبرزها والله تعالى أعلم.
المصدر : موقع طريق الاسلام
------------ --------- --------- --------- --------- ---------
سؤال:
ما رأيكم فيما يفعله كثير من النساء اليوم ، حيث يلبسن ثياباً قصيرة جداً إذا كانت مع النساء وليسمعهن رجال ، وبعض هذه الثياب تكشف جزءاً كبيراً من الظهر والبطن ، أو تلبس هذهالثياب القصيرة (كالشورت) أمام أولادها في البيت .
الجواب:
المفتى : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الحمد لله
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بياناً في هذا الشأن وهذا نصه :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلىآله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد كان نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهروالعفاف والحياء والحشمة ببركة الإيمان بالله ورسوله ، واتباع القرآن والسنة ،وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة ، ولا يعرف عنهن التكشف ، والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن ، وعلى هذه السنة القويمة جرى عمل نساء الأمة - ولله الحمد - قرناً بعد قرن إلى عهد قريب ، فدخل في كثير من النساء ما دخل من فسادفي اللباس والأخلاق لأسباب عديدة ، ليس هذا موضع بسطها .
ونظراً لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية والإفتاء عن نظر المرأة إلى المرأة ، وما يلزمها من اللباس ، فإن اللجنةتبين لعموم نساء المسلمين أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء ، الذي جعله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الإيمان وشُعبة من شُعبه ، ومن الحياءالمأمور به شرعاً وعرفاً : تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عنمواقع الفتنة ومواضع الريبة .
وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها ، مما جرت العادة بكشفه في البيت ، وحال المهنة (يعني الخدمة في البيت)،كما قال تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْآبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيأَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ) النور/31 .
وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة ، فإنه هوالذي جرى عليه عمل نساء الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونساء الصحابة ،ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا ، وما جرت العادة بكشفه للمذكورينفي الآية هو ما يظهر من المرأة غالباً في البيت ، وحال المهنة ، ويشق عليها التحرزمنه ، كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين، وأما التوسع في التكشف فعلاوةعلى أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة – هو أيضاً طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها ، وهذا موجود بينهن ، وفيه أيضاً قدوة سيئة لغيرهن من النساء ، كما أن في ذلك تشبهاً بالكافرات والبغايا والماجنات في لباسهن ، وقد ثبتعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود، وفي صحيح مسلم (2077) عن عبد الله بن عمرو أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عليه ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِفَلا تَلْبَسْها.)
وفي صحيح مسلم أيضاً (2128) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ قال : ( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّرِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) ومعنى : ( كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ) هو أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية ، وهي في الحقيقة عارية ،مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها ، أو الثوب الذي يبدي تقاطيع جسمها أوالثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها .
فالمتعين على نساء المسلمين : التزام الهدي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة ،والحرص على التستر والاحتشام ، فذلك أبعد عن أسباب الفتنة ، وصيانة للنفس عما تثيرهمن دواعي الهوى الموقع في الفواحش .
كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسولهمن الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات ، طاعةً لله ورسوله ، ورجاءً لثوابالله ، وخوفاً من عقابه .
كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء فلايتركهن يلبسن ما حرم الله ورسوله من الألبسة الخالعة ، والكاشفة والفاتنة ، وليعلمأنه راعٍ ومسئول عن رعيته يوم القيامة .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل، إنه سميع قريب مجيب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اهـ . فتاوى اللجنة الدائمة (17/290 .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة أيضاً (17/297:
والذي يجوز كشفه للأولاد هو ما جرت العادة بكشفه ، كالوجهوالكفين والذراعين والقدمين ونحو ذلك اهـ .
والله تعالى أعلم .
المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب
------------ --------- --------- --------- --------- --
سؤال:
ما حكم لبس النساء للملابس الضيقة عند النساء وعند المحارم ؟.
المفتى : فضيلة الشيخ : محمد ابن عثيمين رحمه الله تبارك وتعالى .
الجواب:
الحمد لله
لبس الملابس الضيّقة التي تبيّن مفاتن المرأة وتبرز ما فيه الفتنةمحرم ، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد . رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – يعني ظلماً وعدواناً – ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ) فقد فُسِّر قوله : " كاسيات عاريات " بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة ، و فُسِّر بأنهن يلبسن ألبسة تكون خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة ، و فُسِّر بأن يلبس ملابس ضيقة فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة .
وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة لقول الله تعالى : ( إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) ، وقالت عائشة : ( كنت أغتسل أنا والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ - تعني من الجنابة - من إناء واحد تختلف أيدينا فيه ) فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما ، وأما بين المرأة والمحارم فإنه يجب عليها أن تستر عورتها ، والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء .