ومظاهرة حب مصرية جزائرية بواسطة " البالمبو " السودانى
رغم انشغال الرئيس عمر البشير بنتائج الانتخابات العامة في السودان ، إلا أن هذا لم يمنعه من السعي مجددا لجمع المصريين والجزائريين وإغلاق ملف مباراة منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم في أم درمان تماما .
ففي 16 إبريل / نيسان ، فاجأ البشير الجميع بمبادرة رائعة عندما أمر بتنظيم حفل جمع فقط وفدي مصر والجزائر الإعلاميين اللذين جاءا إلى الخرطوم لتغطية الانتخابات.
وتحت عنوان "على أنغام فرقة البالمبو السودانية : مظاهرة حب مصرية جزائرية في أم درمان" ، كشفت صحيفة "السوسنة" الأردنية المستقلة أن إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام السودانية هي التي نظمت الحفل ، حيث تبادل ممثلو الوفدين المصري والجزائري في كلماتهم التحيات والترحيب ببعضهم البعض ، مؤكدين أهمية تجاوز أحداث مباراة أم درمان باعتبار أن العلاقات بين البلدين روتها دماء الشهداء.
والمثير للانتباه أن الإعلاميين المصريين والجزائريين لم يعرفوا مسبقا أن هناك حفلا مخصصا لهم ، حيث تلقوا الدعوات على أنه حفل عشاء وعندما تقابل الجميع داخل قاعة أحد الفنادق فوجئوا بأنغام فرقة "البالمبو" السودانية وسرعان ما قام الجميع بتحيتهم والرقص معهم في ملحمة رائعة أكدت مجددا أن علاقات الأخوة أكبر بمراحل من مجرد مباراة في كرة القدم.
ورغم أن البعض مازال يسعى لتأجيج الفتنة بين البلدين ، إلا أن التحركات الرسمية الواعية من قبل القيادتين المصرية والجزائرية والوساطات العربية تؤكد أن تلك الأزمة المفتعلة باتت في طريقها للنسيان .
ولعل هذا ما ظهر بوضوح خلال البطولة الإفريقية لكرة اليد التي نظمتها مصر في الفترة ما بين 11 و21 فبراير/شباط الماضي ، حيث استقبل المصريون بعثة المنتخب الجزائري لكرة اليد (رجال وسيدات) في مطار القاهرة بتقديم باقات الورود لجميع اللاعبين وأفراد الجهاز الفني ، كما كان في اسقبالهم مدحت البلتاجي نائبا عن حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر وهادي فهمي رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد ، بالإضافة لعدد من الجماهير المصرية .
إشارات تهدئة
مبارك وبوتفليقة
وقبل ذلك وتحديدا في 10 ديسمبر الماضي ، أعرب محمد كمال عبد الرزاق بارة مستشار الرئيس الجزائرى عن أسفه لكل ما حدث فى أعقاب مباراتى كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في 14 و18 نوفمبر بالقاهرة وأم درمان ، داعيا كل من يؤمن بوحدة الانتماء والمصير العربى المشترك إلى تجاوز مثل هذا الظرف.
ونقل التليفزيون المصري عن بارة القول على هامش زيارته للقاهرة : "إن الإرادة فى مصر والجزائر ستساعد على تجاوز هذه الأزمة الظرفية التى تسمى فى مصر سحابة صيف وهي أزمة مفتعلة من البعض سواء هنا أو هناك على مستوى الصحافة".
وأوضح أنه كان تلقى دعوة من الدكتور بطرس بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان للمشاركة فى أعمال الملتقى الأول للمنتدى الدائم للحوار العربى الإفريقى حول الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث قدم ورقة عمل حول موقف الجزائر من قضايا الهجرة فى منطقة المغرب العربى والساحل والصحراء.
وأضاف أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة عندما علم بهذه الدعوة أصدر تكليفاته بأن يلغى جميع ارتباطاته ويلبى دعوة الإخوان فى مصر، مشددا على أن هذه رسالة قوية تؤكد عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين والتى هي أسمى وأرفع من أية أزمات ظرفية مفتعلة.
وفي مصر ، لم يختلف الوضع عما سبق حيث دعا الرئيس حسني مبارك أكثر من مرة للتهدئة ، كما أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في 30 نوفمبر الماضي أن بلاده تسعى للتهدئة مع الجزائر ، مشيرا إلى أن عدة أطراف عربية من بينها ليبيا والسودان تسعى للوساطة بين البلدين واحتواء الأزمة.
وكشف أن حجم الاستثمارات المصرية في الجزائر يبلغ حوالي ستة مليارات دولار أمريكي ، في حين يبلغ حجم العمالة المصرية هناك حوالي 15 ألف عامل وموظف.
وبعد يوم من تصريحات أبو الغيط ، أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مطلع ديسمبر الماضي ترحيب بلاده بالتهدئة مع مصر ، مشيرا إلى أن بلاده ملتزمة بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحفية.
وأضاف قائلا :" حكومة الجزائر لا تتعامل على الإطلاق مع ما يقال هنا أو هناك وعلى ألسنة مختلفة لأن الجزائر تكن كل تقدير واحترام لمصر وشعبها وحكومتها ، العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة مع الأخوة في مصر ونقدر كل من يقرب بين الشعبين".
وتابع " نحن مسئولون عن الأجواء في الجزائر ووزارة الخارجية المصرية مشكورة في تهدئة الأجواء ونرحب بما ذكره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول التهدئة مع الجزائر".
جهود سودانية
واللافت للانتباه أن إشارات التهدئة السابقة تزامنت أيضا مع جهود سودانية مكثفة لاحتواء الأزمة ، حيث أعلن الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم غندور في مطلع ديسمبر الماضي عن مبادرة سودانية لترميم العلاقات بين مصر والجزائر ، مشيرا إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة على تجاوز الأزمة والانتقال إلى التهدئة والحفاظ عليها.
وفي السياق ذاته ، طالب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي الجامعة العربية بتعيين لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث التي صاحبت مباراة أم درمان وتوثيق الحقائق وإلزام من تثبت إدانتهم بالاعتراف والاعتذار والتعويض .
وقال المهدي في مقال له نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية :" إنه على الدبلوماسية المصرية والجزائرية التحرك المشترك لاحتواء الموقف وتطبيع العلاقات ومنع أجهزتهما الإعلامية الرسمية من نشر أية مواد إعلامية تطلق أحكاماً مطلقة على المصريين أو الجزائريين ومنع أية اعتداءات على الأشخاص والأملاك وحصر التعليقات في مفردات ما حدث" ، مؤكدا أن الدولتين لا تستغنيان عن بعضهما بعضاً .
والخلاصة أن بعض وسائل الإعلام في مصر والجزائر التي تسعى للشهرة على حساب علاقات الإخوة والصداقة والعروبة والإسلام لن تستطيع أبدا الإساءة للنضال والكفاح المشترك للبلدين الشقيقين .
رغم انشغال الرئيس عمر البشير بنتائج الانتخابات العامة في السودان ، إلا أن هذا لم يمنعه من السعي مجددا لجمع المصريين والجزائريين وإغلاق ملف مباراة منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم في أم درمان تماما .
ففي 16 إبريل / نيسان ، فاجأ البشير الجميع بمبادرة رائعة عندما أمر بتنظيم حفل جمع فقط وفدي مصر والجزائر الإعلاميين اللذين جاءا إلى الخرطوم لتغطية الانتخابات.
وتحت عنوان "على أنغام فرقة البالمبو السودانية : مظاهرة حب مصرية جزائرية في أم درمان" ، كشفت صحيفة "السوسنة" الأردنية المستقلة أن إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام السودانية هي التي نظمت الحفل ، حيث تبادل ممثلو الوفدين المصري والجزائري في كلماتهم التحيات والترحيب ببعضهم البعض ، مؤكدين أهمية تجاوز أحداث مباراة أم درمان باعتبار أن العلاقات بين البلدين روتها دماء الشهداء.
والمثير للانتباه أن الإعلاميين المصريين والجزائريين لم يعرفوا مسبقا أن هناك حفلا مخصصا لهم ، حيث تلقوا الدعوات على أنه حفل عشاء وعندما تقابل الجميع داخل قاعة أحد الفنادق فوجئوا بأنغام فرقة "البالمبو" السودانية وسرعان ما قام الجميع بتحيتهم والرقص معهم في ملحمة رائعة أكدت مجددا أن علاقات الأخوة أكبر بمراحل من مجرد مباراة في كرة القدم.
ورغم أن البعض مازال يسعى لتأجيج الفتنة بين البلدين ، إلا أن التحركات الرسمية الواعية من قبل القيادتين المصرية والجزائرية والوساطات العربية تؤكد أن تلك الأزمة المفتعلة باتت في طريقها للنسيان .
ولعل هذا ما ظهر بوضوح خلال البطولة الإفريقية لكرة اليد التي نظمتها مصر في الفترة ما بين 11 و21 فبراير/شباط الماضي ، حيث استقبل المصريون بعثة المنتخب الجزائري لكرة اليد (رجال وسيدات) في مطار القاهرة بتقديم باقات الورود لجميع اللاعبين وأفراد الجهاز الفني ، كما كان في اسقبالهم مدحت البلتاجي نائبا عن حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر وهادي فهمي رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد ، بالإضافة لعدد من الجماهير المصرية .
إشارات تهدئة
مبارك وبوتفليقة
وقبل ذلك وتحديدا في 10 ديسمبر الماضي ، أعرب محمد كمال عبد الرزاق بارة مستشار الرئيس الجزائرى عن أسفه لكل ما حدث فى أعقاب مباراتى كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في 14 و18 نوفمبر بالقاهرة وأم درمان ، داعيا كل من يؤمن بوحدة الانتماء والمصير العربى المشترك إلى تجاوز مثل هذا الظرف.
ونقل التليفزيون المصري عن بارة القول على هامش زيارته للقاهرة : "إن الإرادة فى مصر والجزائر ستساعد على تجاوز هذه الأزمة الظرفية التى تسمى فى مصر سحابة صيف وهي أزمة مفتعلة من البعض سواء هنا أو هناك على مستوى الصحافة".
وأوضح أنه كان تلقى دعوة من الدكتور بطرس بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان للمشاركة فى أعمال الملتقى الأول للمنتدى الدائم للحوار العربى الإفريقى حول الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث قدم ورقة عمل حول موقف الجزائر من قضايا الهجرة فى منطقة المغرب العربى والساحل والصحراء.
وأضاف أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة عندما علم بهذه الدعوة أصدر تكليفاته بأن يلغى جميع ارتباطاته ويلبى دعوة الإخوان فى مصر، مشددا على أن هذه رسالة قوية تؤكد عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين والتى هي أسمى وأرفع من أية أزمات ظرفية مفتعلة.
وفي مصر ، لم يختلف الوضع عما سبق حيث دعا الرئيس حسني مبارك أكثر من مرة للتهدئة ، كما أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في 30 نوفمبر الماضي أن بلاده تسعى للتهدئة مع الجزائر ، مشيرا إلى أن عدة أطراف عربية من بينها ليبيا والسودان تسعى للوساطة بين البلدين واحتواء الأزمة.
وكشف أن حجم الاستثمارات المصرية في الجزائر يبلغ حوالي ستة مليارات دولار أمريكي ، في حين يبلغ حجم العمالة المصرية هناك حوالي 15 ألف عامل وموظف.
وبعد يوم من تصريحات أبو الغيط ، أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مطلع ديسمبر الماضي ترحيب بلاده بالتهدئة مع مصر ، مشيرا إلى أن بلاده ملتزمة بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحفية.
وأضاف قائلا :" حكومة الجزائر لا تتعامل على الإطلاق مع ما يقال هنا أو هناك وعلى ألسنة مختلفة لأن الجزائر تكن كل تقدير واحترام لمصر وشعبها وحكومتها ، العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة مع الأخوة في مصر ونقدر كل من يقرب بين الشعبين".
وتابع " نحن مسئولون عن الأجواء في الجزائر ووزارة الخارجية المصرية مشكورة في تهدئة الأجواء ونرحب بما ذكره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول التهدئة مع الجزائر".
جهود سودانية
واللافت للانتباه أن إشارات التهدئة السابقة تزامنت أيضا مع جهود سودانية مكثفة لاحتواء الأزمة ، حيث أعلن الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم غندور في مطلع ديسمبر الماضي عن مبادرة سودانية لترميم العلاقات بين مصر والجزائر ، مشيرا إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة على تجاوز الأزمة والانتقال إلى التهدئة والحفاظ عليها.
وفي السياق ذاته ، طالب رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي الجامعة العربية بتعيين لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث التي صاحبت مباراة أم درمان وتوثيق الحقائق وإلزام من تثبت إدانتهم بالاعتراف والاعتذار والتعويض .
وقال المهدي في مقال له نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية :" إنه على الدبلوماسية المصرية والجزائرية التحرك المشترك لاحتواء الموقف وتطبيع العلاقات ومنع أجهزتهما الإعلامية الرسمية من نشر أية مواد إعلامية تطلق أحكاماً مطلقة على المصريين أو الجزائريين ومنع أية اعتداءات على الأشخاص والأملاك وحصر التعليقات في مفردات ما حدث" ، مؤكدا أن الدولتين لا تستغنيان عن بعضهما بعضاً .
والخلاصة أن بعض وسائل الإعلام في مصر والجزائر التي تسعى للشهرة على حساب علاقات الإخوة والصداقة والعروبة والإسلام لن تستطيع أبدا الإساءة للنضال والكفاح المشترك للبلدين الشقيقين .