أكتبُ رغمًا عن أشجاني أكتبُ في غفلة سجَّاني
أقطع من جِلدي قرطاسًا أدفن رأسي في أحزاني
أصنع من عظمي أقلامًا أكتب شِعري بدمي القاني
*******
أفلسطينُ تضيعُ هباءً ما ينقذُها من إنسانِ؟!
يُقتل ولدي يُنهَشُ عِرضِي ما ينقذهم من فرسانِ؟!
دكُّوا البيتَ على أطفالي ماتوا تحت لظى النيرانِ
أمٌّ ثكلى تبكي هلعًا مات صغاري في أحضاني
شيخٌ هَرِمٌ يمشي زحفًا لا يُسعفه الجسدُ الواني
تنظر طفلتُنا بذهولٍ تصرخُ من بين الدخانِ
مات أبي.. قد ماتت أمي.. ضاعَ أخي تحت الكثبانِ
نسفوا المسجدَ بالنيرانِ خلَطوا سقفًا بالجدرانِ
تركوا الجرحى ينزِفُ دمُهم دفنوا الحيَّ بلا أكفانِ
حتى مدرسة لصغاري صارت أثرًا بعد عيانِ
موتٌ.. رعبٌ.. فقرٌ.. تيهٌ.. ماذا يبقى للإنسانِ؟!
تلك حضارتُهم ذقناها رجسٌ من عملِ الشيطانِ
*******
ثأري في قلبي بركانٌ صدري يغلي بالنيرانِ
يقذفُ طوفانًا من حِممٍ تحرق كلَّ عميلٍ فاني
نفطي (غازي) يُنعِشُ بيتَ عدوِّي يُدفئُهم وبلا أثمانِ
وصغاري نتركُهم جوعى والبردُ يمزِّق إخواني
*******
أين ملوك العرب الهلكى؟ صمٌّ.. بكمٌ.. كالعميانِ
أين جيوشٌ لم أعرفها؟ إلا حرسًا للتيجانِ
تُسحب من قلب الميدانِ تُعرَضُ للقاصي والداني
تُحشد كي تكتمَ أنفاسي تُمنع من صَدِّ العدوانِ
يُمنعُ شعبي من إنكار يُخطف ولدي للسجَّان
حتى صرخات الإيلامِ يستكثرُها الوغدُ الفاني
عُدْ لسكوتٍ، صمتِ قبورٍ سلِّم أمرَك للنسيانِ
ما لكَ أنتَ وما للقتلى؟! بورك نقصٌ في السكَّانِ
ما لكَ أنت وما للثكلى؟! قد تُرزَقُ بوليد ثاني
أما الأسرى يُفرجُ عنهم لو يُعطوا بعضَ الخذلانِ
أما العِرضُ فذاك خيالٌ كن عصريًّا أو "علماني"
*******
كلا يا أشباهَ الموتى كلا يا عارَ الأوطانِ
لن أترك (مسجدنا الأقصى) لن أُسلِمَه للأنتانِ
لن أترك أرضي أو عِرضي لن أسمعَ قولاً لجبانِ
من يمنعني من إقدامٍ فهو المجرمُ وهو الجاني
لولا الخائنُ قد قيَّدني كانت أرضي في إمكاني
*******
لا تسمعْ أبدًا يا ولدي أن يهوديًّا أعياني
ما أخذوا شبرًا من أرضي إلا بخيانةِ سلطاني
لو تركوا الساحةَ لرِفاقي ) لو تركوا جندَ (الإخوانِ
ما ضاعت أرضُ (فلسطين) ما احتُلَّتْ أبدًا أوطاني
انظر كم خسِرَت أمتُنا ثمنًا لخيانةِ سجَّاني
*******
أما العالمُ فهو جبانٌ مهما يزعمُ من إحسانِ
هل يُرجى خيرٌ من شركٍ أو عُبَّادٍ للثيرانِ
قد أنبأنا المولى عنهم لن يرضى عنك عَدُوَّانِ
قد أعلنها (حربَ صليبٍ) (بوشُ) السادرُ في الطغيانِ
قولٌ أفصحَ عن أحقادٍ ما كانت فلتاتِ لسانِ
قد دكوا أرضي بعراقي واحتلوا أرضَ الأفغانِ
ودمانا سالت في (البوسنة) وأبادوا أهلَ البلقانِ
وقلاع تُبنَى بخليجي وغدًا مصرَ أو السودانِ
بالخديعة من خدَّرنا بسلامٍ آتٍ وأمانِ
لم ينعَمْ بسلامٍ إلا كلُّ يهوديٍّ خوَّانِ
ينعمُ في (سيناءَ) بشمسي يمرحُ لا يعبأُ بمكاني
وطعامي يُمنَعُ عن أهلي بحصارٍ مرٍّ وجبانِ
*******
لكني أرقبُ من (سجني) أنوارَ الحقِّ المزدانِ
بوركتم يا جندَ (حماسٍ) في كل زمانٍ ومكانِ
بوركتم يا نبتَ الطهرِ مَن أحسنَ غرسَ البنيانِ
أنتم أملٌ يشرقُ فينا بشرى آياتِ القرآنِ
جندٌ لا يلهيهم عبثٌ عن هديِ نبيٍّ عدنانِ
لا تخشَوا في الله ظلومًا لا ترضَوا أبدًا بهوانِ
لن يُنقذَ مسجدَنا الأقصى إلا أربابُ الإيمانِ
لا ينفعُ في ساحةِ جِدٍّ من لا يسجدُ للرحمنِ
*******
إني أسمعُ في (قرآني) إنذارًا بعلُوٍّ ثانيِ
ثم الجمعُ يكون لفيفًا ثم استئصالُ الجرذانِ
في موقعةٍ ينطق فيها شجرٌ بل حجرُ الوديانِ
)يا مسلم يا عبد الله) خلفي جحرٌ للثعبانِ
*******
إني أعلمُ صدقَ نبيِّي إني أوقنُ بالقرآنِ
إني أعملُ رغم قيودي أملاً في نصرِ الرحمنِ
نصرٍ يفتح أرضَ الأقصى يرفعُ راياتِ الإيمانِ
حين تكون الحرب لدينٍ والقائد (عبدٌ رباني)
أحمد مطر